الخريطة السياسية لشمال أمستردام

هولندا تعرف نظاما سياسيا خاصا والذي يسمح فيه لعدد كبير من الأحزاب السياسية المشاركة في الإنتخابات. آخر الإنتخابات البرلمانية كانت في يونيو 2010 وشارك فيها 18 حزبا!
في شمال أمستردام يصوت أغلبية السكان على الأحزاب اليسارية. هذا له علاقة بتاريخ الخلفية العمالية للسكان كما أن المواطنين في المدن الكبرى عادة ما يصوتون على الأحزاب اليسارية مقارنة بالبوادي. كما هو الحال في باقي دول أوروبا فإن الخوف من المهاجرين قد تصاعد، وخاصة المنحدرين من الدول الإسلامية.
في هولندا توجد أحزاب متطرفة تحاول التركيز على هذا الخوف بخلق برامج سياسية تشمل أحكاما مسبقة حول الإسلام «كعدو إديولوجي».

Enlarge

الخريطة السياسية لشمال أمستردام - حجم الرسومات البيانية الصغيرة يتناسب مع عدد السكان الذين انتخبوا في صناديق الاقتراع المخصصة لهم. الرسم البياني الكبير يبين عدد السكان الذين يحق لهم الاقتراع. الرسم البياني الأصغر يبين مجموع الرسومات البيانية الصغيرة. Marie-Anne Huiskamp

في شمال أمستردم يتنوع سلوك التصويت من حي لآخر ولهذا أنجزنا خريطة في هذا الإطار. من أجل التوضيح، فالحقل السياسي مقسم إلى ثلاث مجموعات: الأحزاب التي تؤمن بالله (صفراء)، الأحزاب التي تؤمن بقدرات الإنسان (بنفسجية) والحزاب التي لا تؤمن بشيء (سوداء). بالنسبة لهولندا فالأحزاب التي تؤمن بقدرات الإنسان تفوز بنسبة 70%. الأحزاب المؤمنة بالله ب 5،5%، هي الأصغر لكنها أكبر من أمستردام (4،3%). تلك التي لا تؤمن بأحد تفوز بنسبة 25%. هذه نسبة أعلى مقارنة مع المعدل الوطني (18%) وأكبر مرتين من أمستردام (12%).
يمكن أن يتمثل السبب في كون كثير من السكان كانوا من قبل يشتغلون في قطاع الصناعة الثقيلة والتي صارت تختفي منذ سنوات من الشمال. لهذا فإن الوضع الإقتصادي والآفاق المستقبلية للسكان أصبحت أقل من المعدل. كما أن في الشمال يسكن عدد كبير من المهاجرين. هذا يرفع من هشاشة المجموعات الضعيفة إقتصاديا.
المشاركة في التصويت أمر غير إلزامي في هولندا، ولهذا فإن نسبة المشاركة في الإنتخابات تعطي صورة عن مدى ثقة المواطنين في النظام السياسي. نسبة 25% من المواطنين على الصعيد الوطني، يمتنعون عن التصويت. في شمال أمستردام تصل هذه النسبة إلى 38%. الربط بين هذه النسبة ونسبة 25% من المواطنين الذين ليست لديهم ثقة في السياسيين، يظهر أنه في شمال أمستردام يمكن أن تصل هذه النسبة إلى غاية 67%. النسبة السحرية التي يُحتاج إليها من أجل تغيير الدستور. هذا يجعل شمال أمستردام من أهم المناطق السياسية في هولندا!