السكان الأصليون والجدد

من المفيد لك كسائح أن تعرف بعض الشيء عن تنوع تركيبة سكان شمال أمستردام، وكيف يمكنك هناك التعامل معهم بأفضل طريقة. من الواضح أن الهولنديين معروفون بطريقة تعاملهم المباشرة مع الآخر، وهو تعامل نابع عمومًا من رغبتهم في أن يكونوا صادقين ومساعدين للآخر. فمن الأفضل الإنصات إلى ما يقولون بصراحتهم المعهودة وأخذ تعليقاتهم اللاذعة بحسن نية.

Enlarge

Geraldina Brandenburg - خرالدينا برادنبرغ من كافيه أود نورد مع بعض الزائرين خلال نهائيات كأس العالم ٢٠١٠. صُوِّرَت قبل نهاية المباراة وإعلان النتيجة. Willem Velthoven

إلى جانب هذه الصراحة اللاذعة، يتعامل الهولنديون بنوع من الأخلاق الكالفينية ملتزمين شعار «كن عاديًّا، تكُن مجنونا بما فيه الكفاية». وكل من ينحرف عن هذا المعيار يُتَّهم بأنه من الباحثين عن إثارة الانتباه. صورة نمطية أخرى عن الهولندي هي أنه يناهض الرأسمالية: قام صنف من الناس بدور كبير في تغيير ملامح «معمل» NDSM للصباغة إلى مركز فني يقصده بصفة خاصة الفنانون وجماعات الكراكرز (جماعة تسكن البيوت الفارغة عنوة). لقاؤك مع هؤلاء غالبًا ما يكون مليئًا بالمفاجآت وبعيدًا عن الأفكار المسبقة، ولو أنه قد لا يكون مجديًا إذا كنت من محبي أكل اللحم أو تعمل مصرفيًّا.
بالإضافة إلى هذه الفئة من السكان، يتكون سكان شمال المدينة من الغالبية الكبرى من المهاجرين المغاربة والسورينام والأتراك. في البداية استُقبل هؤلاء بالترحاب وكرم الضيافة اللذين يتميز بهما الشعب الهولندي، ولكن منذ وقوع عمليتَي اغتيال كبيرتين ونهْج سياسة أكثر تشدُّدًا تجاه الهجرة، تغيرت وضعية هؤلاء المهاجرين، وأصبح كل من ينوي الهجرة إلى هولندا عليه التعهُّد بالتكيُّف والتصرُّف بالشكل الصحيح. ولكن مع ذلك تجد في شمال أمستردام كل أنواع التأثيرات الثقافية لهؤلاء المهاجرين، لا سيما في مجالات الأكل والشرب. فمهما يكُن الجبن الهولندي لذيذًا فإنك لا يمكنك، وأنت تزور شمال أمستردام، تفويت الفرصة للاستمتاع بالكباب التركي. فما الذي يربط بالضبط بين كل هذه الثقافات المختلفة؟! الجو اللطيف هو -على الأرجح- أفضل كلمة لوصف ذلك. هذه الكلمة التي تميز هولندا هي ما يرمز إلى شمال أمستردام: استخدمه لكن باعتدال.