Ayman Ramadan

سوء الفهم

بعد بضعة أيام في أمستردام كنت مشغولاً بجولتي اليومية، حين قابلت صديقي وزميلي أسامة الذي جاء من القاهرة، وكان على درَّاجته يلتقط صورًا للمدينة. قررنا تناوُل الغداء في أحد المطاعم التركية القريبة. دخلنا‫ المطعم، وهناك أبصرنا صبيًّا في الزاوية يشاهد الرسوم المتحركة‬. أخذنا طعامنا إلى الخارج، تَبِعَنَا الصبي مباشرة وهو يحمل كرة.

Enlarge

آثار الأقدام في الشمال - Ayman Ramadan

طلب أسامة من الصبي عدم لعب الكرة على مقربة من الأكل لما يمثله ذلك من خطورة، وكرر طلبه بالعربية والإنجليزية والألمانية، ولكن يبدو أن الصبي لا يفهم، أو لا يريد أن يفهم. بدأ الصبي في الضحك حينما رأى الحيرة تبدو على مُحَيَّا أسامة، وعندما أصاب أسامة الإحباط بشكل متزايد، واشتد احمرار وجهه، قرر الصبي المضي قُدُمًا في قذف الكرة باتجاه رأسه. من وقت إلى آخر كانت الكرة تتدحرج إلى الشارع أو إلى شجرة، فيردها أسامة إلى الصبي تقوده الرغبة الفطرية في حماية الطفل أو يقوده الوازع الأخلاقي، وكان الصبي يُلقِي مجدَّدًا بالكرة في اتجاه رأس أسامة.
إذا حاولت التحدث في بلد أجنبي، ففي كثير من الأحيان يجب أن تتعامل مع الإحباط، والمرح، والمجاملة، والشعور بأنك تتعرض للقصف.

‎‏